آخر الأحداث والمستجدات
كان يا مكان .. ساكنة مكناس تُهان
كان يا مكان " زَجَلٌ يحكي واقعا مُرّاً تعيشه مائة ألف نسمة من سكان حي سيدي بوزكري بمدينة مكناس؛ فبين عشية وضُحاها يصدر في حقهم حكمُ إفراغٍ من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ حكم هَبَّ كالرِيح الصَرْصَرِ العاتية، إما هَجْرُ بيوتهم التي شيدها آباؤهم وتناسلوا فيها جيلا بعد جيل، وإلا فالوزارة تنبئُهم بِسَقَرْ، وما أدراك ما سقر؟ لا تُبْقي ولا تَذَر، هَدَّامة للدُّورِ سَجَّانة للبشر.
وقبل الزجل، نُذَكِّر كلَّ حاكمٍ راعٍ حلَّ أو ارتحل، كلما تصارع الحق والباطل إلا وسَطَعَ نور الحق ونَجْم الباطل أَفَلْ، صابرون ولنا عزمٌ وإرادة وأمل، وفي درب النضال سائرون فما له نهاية ولا أجَل.
ألستم أنتم مَن عَلَّمنا في الصِغر"وطني الغالي.. لك إجلالي.. أنت في قلبي.. أنت في بالي "، فكيف يكون وطني في قلبي وهو يُسلب مني؟
ألستم أنتم من علمنا أن "حب الأوطان من الإيمان " فكيف أحب وطني وهو يطردني ويُشَرِّدني؟
ألستم أنتم من علمنا " أَرسمُ عَلمي فوق القمم أنا فنان " فأين سنرسمه وقمم منازلنا على وشك الهدم والسقوط والإنهيار.
ألستُ أنا مَن بُحَّ صوتُه بـ " صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء .. فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة "؟ واليوم بُحَّ صوتُ حفيدي وهو ينادي "ابكي يا أرض اجدادي أرضك صبحت مُرة ".
آه لقد نسيت أنكم علمتمونا في الصغر كذلك، كيف سطوتم على كثير من المنازل؛ فطال حسدكم حتى الحيوان، هو الآخر ما نجا من مكركم حين أنشدتمونا " دبَّ الحلزون فوق حجارة .. من أين أتى يحمل داره ؟؟؟ ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان يا مكان ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان يا مكان في حديث الزمان
حتى كانوا ناس عايشين ساكنين في الأمان
في سيدي بوزكري بْحالْهم بْحَال جْميع السكان
وَاخَّا ما كَايْن لا مَاء لا ضَوْ لا طُرْقان
عايشين في حفرة كلها مشاكل وأحزان
لا حرية لا كرامة لا عدل ولا حقوق إنسان
صابرين على هاذ الظلم والحكرة وعِيشة الذبَّان.
وَاحْد الليلة يا ناس مكناس الحْنانْ
بَعْدْ ما غربت الشمس وُخَيّْم الظلام وُتْسَدُّو البِيبَان
شَرْقت الشمس على صَوْت في نهار من شعبان
وَاكْ واكْ أَعِبَاد الله هذا منكر يا بني إنسان
خَرْجوا الرْجال والنْسَا يْجْرِيوْ وِمْعاهُمْ الصِّبْيان
أَجِيوْ تسمعوا آش واقع يا فلانة وفلان
وزارة الأوقاف والشؤون والسرقة والبهتان
حَكْماتْ عليكم بالإفراغ قْبَل ما يْوْصَل رمضان.
تْجَمعوا الناس وقالوا آش المعمول والكل حيران
تْكَلم راجل قال : نْمشِيوْ عند الوزير "التوفيق" نِيشَان
جَاوْبُو شاب قال : الوزير خاصُّو صكوك الغفران
تكَلْماتْ المْرَا قالت : ما ينفعنا إلا بن كيران
جاوْبَاتها شابة قالت : بن كيران مشغول مع موازين المهرجان
أو تْلْقَايْه دَايْرْ الحلقة مع التماسيح والعفاريت في البرلمان.
المهم يا سيادي ، الناس قَرُّوا يحتجوا ويعتاصموا والكل غضبان
صابرين ومتوكلين على ملك الملوك الرحيم الرحمان
قُدَّام مخزن ما في قلبو شفقة على الكبار ولا الصغار ولا النسوان
ما احتارموا موظفين ولا طلبة ولا تلاميذ ولا فنان
نَزْلُوا عليهم بالزرواطة والإعتقالات والقمع والحَبْسان.
حتى لِينْ نْبْقاوْ عايشين حْيَاة الذل والحيوان
اللِّي بْغَا حقو لاَزْم يْعَلِّي الصوت ويْصْمُد وُيْبَان.
الكاتب : | عبد الكريم فصال |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-04-26 18:59:50 |